الثلاثاء، ٢٢ ديسمبر ٢٠٠٩

وقت الرحيل





جاء يوم الرحيل , يوم لن تنساه .. لا تصدق ماحدث كأنه حلم أو خيال .... استسلمت للواقع ووقفت أمام دولاب ملابسها لتنتقى أحلى مالديها من ثياب وتعمدت أن يكون لونه أبيض كلون فستان الزفاف لعله يكون زفافاً وليس رحيلاًُ , لعل القدر يحسم نهاية حلمها الحزين .. فالرحيل حلم حزين لكنه قائم , أما الزفاف فحلم مستحيل ... ياترى أى الحلمين سيتحقق ...
مهلاً أيها القدر ترفق بى ولا تدع قلبى يحزن أبد الدهر.... هكذا تحدث نفسها
والآن إكتملت زيننتها بثوبها الأبيض وحليها المرمرى .. لكنها لم تضع أى مساحيق فهو يعشق وجهها الطفولى من دون مساحيق , وجرت على النافذة تترقب خطواته ولكن دموعها كانت تترقب تلك الخطوات بشغف أكثر ..
دقائق قصيرة مرت كأنها دهر بأكمله وتملك منها اليأس ورجوعه إليها أمر مستحيل , فقررت أن تبعد هى الأخرى , لن تودع خطواته الأخيرة فكفاها عذاب و ألم !!
أسدلت ستائر النافذة وأدارت آلة الكابتشينو لتحتسى منها كوباً ساخناً .. كانا يفعلان ذلك لوقت قريب , يالها من ذكريات جميلة قررت أن تعيشها مرة أخرى - مع نفسها - فى تلك اللحظة شعرت بدفء غريب فى جسدها كما شعرت أيضاً بانفاسه وهو يقترب من راحة يدها ليقبلها , عاشت مع تلك الذكريات وهى مغمضة العينين كأنها فى حلم جميل لكنها شعرت بشئ غريب .. شعرت بتلك الأنفاس والشفاه الدافئة , فتحت عينيها فوجدته يضع رأسه بين كفيها .. أحتضنته بشدة .. لم تصدق .. حلمها تحقق , وشكرت القدر الذى ترفق بها وأعاد إليها نفسها .