الجمعة، ٢١ يناير ٢٠١١

ثورة إمراة


أهرب من مدينتى الباردة الى مدينته الدافئة
أبحثُ عن شئ تاه منى وتسوّل خفية هناك
أحتضن آهاتى ونلهث معاً وراءه
أقاوم رغبتى الدفينة ..
؟
احطم اسوار المدينة
اجرى فى شوارعها وازقتها
مازالت ملامحه محفورة بداخلى
حتماً سأراه هنا .. لن تُخذلنى خطواتى
وقريباً ستهدأ ثورتى ..
؟
فأنا الآن أراه ..
أشم رائحته العالقة بجسدى يوم ان كنا معاً
أنظر لوجهه ..
أكتشف ملامحه من جديد ..
تتعلق عيناى على شفتيه ..
على كل زواياها ..
تجذبهما شفتاى ..
تلتصقان تماماً ..
أتذوقهما بعنف ..
أريد عسلهما لى وحدى ..
لن أترك منه شيئاً لغيرى ..
لن تتجرأ إمراة أخرى أن تدخل مدينتى
نعم ... مدينته أصبحت لى وحدى
أسكنها وحدى ..
أتجول فى كل حجراتها ..
أجرى إليه مرة أخرى ..
أُجذبهُ بشدة ..
ألمس كل أشياؤه ..
- بل هى أشيائى أنا -
أطمئن عليها ..
أحتويها ..
أضمها ..
والآن ..
أستسلم كل منا للآخر
تذوقنا حلاوة اللقاء
تَعبَت اجسادُنا ..
تهالُكت ..
ورحنا فى نوم عميق
بعد أن ذابت المدينتان
وتعاهدنا ان لا يسكنها غيرنا
هو و انا
و لكن ..
لن تهدأ ثورتى
وبدأنا من جديد ..
؟




الأربعاء، ١٢ يناير ٢٠١١

ماذا بعد

دائما أهرب من جسدى وروحى لجسد وروح إمرأة أخرى ، تعيش فى زمن آخر ولها مرحلة عُمرية أخرى ، وذلك بسبب حالة التمرد التى أعيشها بداخلى .. تمرد على الواقع .. على الظروف .. على العادات و التقاليد ، تمرد على كل المتناقضات التى أعيشها .. تمرد على شخصى أنا .. نعم أنا سيدة متمردة ، تكره كل ما بداخلها ، تريد أنت تهتف بكل قوتها و بأعلى ما بها من صوت .. أريد الانقلاب و الثورة على نفسى ، أريد التغيير .

كل ما أمتلكه يثور من أجل التغيير .. قلبى .. جسدى .. ملامحى .. مظهرى الخارجى ، كل ذلك يأبى الالتصاق بى ، يأبى أن يكون من تكوينى ، يأبى أن يكون جزء من تلك المرأة الثائرة ... فهى لا تريدنا فلماذا نحن نريدها !!

نعم .. أريد أن أكون إمراة مختلفة .

وأول ما قمت به من تغيير هو مظهرى كإمرأة ، فأى امرأة لا يمكن أن تشعر بالإختلاف الجديد الذى حدث فى حياتها إلا إذا غيّرت من شكلها .. شعرى الطويل المنسدل وراء كتفى كإنه ستار حاجز يخفى بعض من جمال هذا الجسد الإنثوى ، ولونه أيضاً يجب أن يكون أفتح قليلاً من لونه الطبيعى ليظهر لون العينان العسليتان ولون البشرة الفاتحة ليصبحوا أكثر اشراقة .. هكذا حدثنى مصفف الشعر .. فتركت له نفسى ليفعل ما يشاء .

وخرجت من هناك وانا أكثر تفاؤل وحيوية بشكلى الجديد ، خرجت و أنا ابتسم من داخلى كلما سمعت كلمة غزل يقولها أحد المارة .. لا أنكر أننى سمعت من كلمات الغزل هذه كثيراً ، ولكن هذه المرة مختلفة تماماً ولها طعم مختلف .. طعم المتمرد المنتصر .. إذاً فأنا نجحت فى أول خطوة - وطريق الالف ميل يبدأ بخطوة - وخلصت الخطوة الأولى وهبدأ فى الثانية .

وكانت الخطوة الثانية .. الذهاب للمحال التجارية لشراء ما احتاجه من ثياب جديدة لإكتمال الصورة التى رسمتها لنفسى فى خطة التطوير .

و دخلت غرفتى وفتحت دولابى وأمسكت بكل ملابسى القديمة التى لامست جسدى القديم ومزقتها ثم تخلصت منها للأبد .. لأقنع نفسى بأننى إمراة جديدة مختلفة .

وماذا بعد ...

هكذا أُّحدث نفسى ...

لقد فعلت ما اريده .. تمرَدت على شكلى و مظهرى الخارجى وإنتصرت على ثورتى الخارجبة و انتصرت .

ولكن .. ماذا بعد ..

هل هذا وحده يكفى لإستكمال الصورة التى رسمتها لنفسى ؟؟ّ!!

سيظل السؤال بلا جواب وستظل الحيرة بداخلى كما هى .. والثورة أيضاً ، وربما آتى إلى هنا مرة أخرى لأدون الإجابة على سؤالى .. وحيرتى التى بلا نهاية .

الأربعاء، ٥ يناير ٢٠١١

فضفضة تانية



جلست فى غرفتى التى هى ملاذى الوحيد فى وحدتى حينما تنتابنى حالة معينة أصنعها أنا بنفسى ولنفسى حينما أشتاق للجلوس معى لنحكى سوياً ماصنعته الأيام بنا ، ولا انسى ايضاً كتابى الذى أضعه بجانبى لأكمل مابدأت قراءته من حكايات .. حكايات تشبه الآهات التى أسمعها بداخلى - آهات مغلفة بالجراح وعذابات الزمن - وحينما أقرأها ابتسم ابتسامة خفيفة يشوبها بعض من السخرية والتساؤل ، هل فعلاً الأيام هى التى صنعت بنا هذا أم نحن التى فعلناها بانفسنا ، و لكن كل الحكايات التى أقرأها فى كتبى و أسمعها من الآخرين تؤكد أننا مشتركين معاً - نحن والزمن - فى صنع تلك الآهات أو مانسميها الجراح .. وفى وسط كل هذه الإستعدادات رأيت هاتفى يضئ وينطفئ أمامى -إعتدت دائماً أن أجعله صامتاً حتى لا أنفصل عن الحالة التى صنعتها لنفسى رغم انه نادراً مايحدثنى أحد على هاتفى الخلوى ولكنى دائماً أجعله صامتاً - ولم أهتم بالرد لأنه رقم غريب لا أعرفه ، وانا أضع أسماءً وليست أرقام - ولكنه عاد يضئ و ينطفئ من جديد ، ونظرت مرة أخرى ووجدته نفس الرقم وفضولى جعلنى أتجاوب فى هذه المرة .
" ومن أول حرف سمعته عرفت صاحب الرقم - من المميزات اللى عندى انى مابنساش الاصوات ابداً حتى لو سمعتها مرة واحدة ف مابال بقى صوت واحد كان اقرب ليا من حبل الوريد - كما كنت أعتقد – و أفتكرت وقتها آخر مرة أتكلمنا فيها وصل بينا الحديث لدرجة خلتنى اقوله : مش عايزة أسمع صوتك تانى وياريت تمسح رقمى . وفى الحقيقة هو ماصدق كإنه كان غرقان وبيدور على قشاية يتعلق بها وطلبى ده كان هو القشاية ، وأفتكرت برضه أد ايه أنا تعبت بعدها اوى وكنت بتجنن من كتر مابكلم نفسى ، للدرجة دى هنت عليه أد كدة كنت حمل تقيل على قلبه ؟! طيب ليه مابيتكلمش ليه مابيقولش ماحنا مالأول أتفقنا عالصرحة واللى مش هيقدر يكمل يقول للتانى ... كل الخواطر دى مرت فى ثوانى على بالى واستغربت ايه اللى فكره بيا بعد كل الوقت الكتير أوى اللى فات ده واللى كنت عديتهم باليوم والشهر !!!!
وبدأ كلامه بكلمة " وحشتينى " 
- انت مين
- ايه مش فاكرانى ولا عاملة نفسك مش فاكرانى
- الصوت مش غريب عليا لكن مش قادرة احدد
- انا محتاج لك اوى وعاوز اشوفك فى نفس مكاننا
" ضحكت اوى من جوايا وقلت .. ياااه بعد كل ده دلوقت بس افتكرنى ومحتاج لى " 
 خلاص بكرة الساعة خمسة -
- فاكرة الركن اللى دايما كنا بنقعد فيه ؟
- طبعا فاكراه ده احنا قضينا فيه احلى اوقاتنا
- ماتتأخريش انتى واحشانى اوى ومحتاج لك بجد
- مش اكتر منى اوعى انت تتأخر
" وقفلنا وانا حاسة صوته بيرقص مالفرحة "
لكن فى الحقيقة أنا اللى كنت فرحانة اوى من جوايا عشان لازم يحس بكل التعب اللى حسيته زمان واللى كنت فاكرة انى لسة تعبانة به ومش بعرف انام بسببه لكن بعد المكالمة دى نمت كتير جداً وجوايا راحة عمرى ماحسيتها فى حياتى عشان اكتشفت ان الراجل ده فعلاً بقى غريب عنى كإنى ماكنتش سامعاه ولا كنت اعرفه ، كان مجرد واحد حلمت به وصحيت ناسياه .
فى اليوم التانى بعد ميعادنا بساعتين يعنى الساعة سبعة لاقيت برضه تليفونى يضئ وينطفئ .. هو نفس الرقم .. هو نفس الشخص ولاقيتنى بقفل الموبايل وعلى شفايفى ابتسامة عريضة جداً ، ومسكت كتابى لأكمل قراءته وأنا بردد أغنية أم كلثوم "أصون كرامتى من قبل حبى".



السبت، ١ يناير ٢٠١١

فضفضة



عندى رغبة شديدة واحساس فظيع جوايا انى ابكى بصوت عالى اوى .. بكاء يشبه الصراخ .. حاسة انى عايزة اغسل نفسى من جوايا واطهرها من كل المشاعر اللى حسيتها لأى حد دخل حياتى او كان له دور فى حياتى وتكوين شخصيتى سواء كان قريب او بعيد .. نفسى اكون زى البنى آدمين اللى عايشين من غير احساس , من غير مسؤلية أياً كانت نوعها .. مسؤلية حب ، مشاعر ، صداقة او حتى مسؤلية شغل ... بس اكتر حاجة كانت وجعانى هى مسؤلية الحب والاهتمام عشان انا كنت غير اى حد ، كنت بهتم اوى زيادة عن اللزوم ، بحب اوى زيادة عن اللزوم ، حياتى وكيانى ومشاعرى كلها للناس القريبين اوى منى ، وتعبت من الاحساس ده عشان عايشاه لوحدى ، نفسى بقى احس الاحساس ده واشوفه فى عيون الناس اللى بحبهم ، عايزة اشوف الاهتمام والحب حتى لو بدرجة اقل ماللى جوايا .. اوقات بقول لنفسى هو انا بعمل كدة ليه طالما مايستاهلوش ، بتعب روحى ليه لكن فى النهاية مش بعرف ومش بقدر اكون حد تانى غيرى ، واما دماغى توجعنى واتعب مالتفكير اقفل على نفسى وابكى كتير اوى لحد مالدموع كلها خلصت من عينيا وغرقت جسمى كله وغسلته ... نفسى بقى قلبى هو كمان يبكى اوى عشان يغسل مشاعرى وتدوب وتروح مع اللى راحوا .