دائما أهرب من جسدى وروحى لجسد وروح إمرأة أخرى ، تعيش فى زمن آخر ولها مرحلة عُمرية أخرى ، وذلك بسبب حالة التمرد التى أعيشها بداخلى .. تمرد على الواقع .. على الظروف .. على العادات و التقاليد ، تمرد على كل المتناقضات التى أعيشها .. تمرد على شخصى أنا .. نعم أنا سيدة متمردة ، تكره كل ما بداخلها ، تريد أنت تهتف بكل قوتها و بأعلى ما بها من صوت .. أريد الانقلاب و الثورة على نفسى ، أريد التغيير .
كل ما أمتلكه يثور من أجل التغيير .. قلبى .. جسدى .. ملامحى .. مظهرى الخارجى ، كل ذلك يأبى الالتصاق بى ، يأبى أن يكون من تكوينى ، يأبى أن يكون جزء من تلك المرأة الثائرة ... فهى لا تريدنا فلماذا نحن نريدها !!
نعم .. أريد أن أكون إمراة مختلفة .
وأول ما قمت به من تغيير هو مظهرى كإمرأة ، فأى امرأة لا يمكن أن تشعر بالإختلاف الجديد الذى حدث فى حياتها إلا إذا غيّرت من شكلها .. شعرى الطويل المنسدل وراء كتفى كإنه ستار حاجز يخفى بعض من جمال هذا الجسد الإنثوى ، ولونه أيضاً يجب أن يكون أفتح قليلاً من لونه الطبيعى ليظهر لون العينان العسليتان ولون البشرة الفاتحة ليصبحوا أكثر اشراقة .. هكذا حدثنى مصفف الشعر .. فتركت له نفسى ليفعل ما يشاء .
وخرجت من هناك وانا أكثر تفاؤل وحيوية بشكلى الجديد ، خرجت و أنا ابتسم من داخلى كلما سمعت كلمة غزل يقولها أحد المارة .. لا أنكر أننى سمعت من كلمات الغزل هذه كثيراً ، ولكن هذه المرة مختلفة تماماً ولها طعم مختلف .. طعم المتمرد المنتصر .. إذاً فأنا نجحت فى أول خطوة - وطريق الالف ميل يبدأ بخطوة - وخلصت الخطوة الأولى وهبدأ فى الثانية .
وكانت الخطوة الثانية .. الذهاب للمحال التجارية لشراء ما احتاجه من ثياب جديدة لإكتمال الصورة التى رسمتها لنفسى فى خطة التطوير .
و دخلت غرفتى وفتحت دولابى وأمسكت بكل ملابسى القديمة التى لامست جسدى القديم ومزقتها ثم تخلصت منها للأبد .. لأقنع نفسى بأننى إمراة جديدة مختلفة .
وماذا بعد ...
هكذا أُّحدث نفسى ...
لقد فعلت ما اريده .. تمرَدت على شكلى و مظهرى الخارجى وإنتصرت على ثورتى الخارجبة و انتصرت .
ولكن .. ماذا بعد ..
هل هذا وحده يكفى لإستكمال الصورة التى رسمتها لنفسى ؟؟ّ!!
سيظل السؤال بلا جواب وستظل الحيرة بداخلى كما هى .. والثورة أيضاً ، وربما آتى إلى هنا مرة أخرى لأدون الإجابة على سؤالى .. وحيرتى التى بلا نهاية .
هناك ٣ تعليقات:
الهروب الثوره
ماذا بعد سؤال؟ لا أظن !
أظن ماذا بعد توقف للبحث
إبحثى عن الشئ الناقص
يأتى
التغيير ياسيدتي يأتي كما ذكرتي أنتي في بدايات تدوينتك يأتي من الداخل وهو المهم والأهم وليس في المظهر الخارجي الذي أقنعك به مصفف الشعر لتغيير شكل ولون شعرك
هناك إناس تتغير بشكل حقيقي من الداخل ودون أن تغير في مظهرها الخارجي فهي تشعر بالتبعية أن شكلها الخارجي قد تغير وفقا لتغيرها الدخلي دون أن أن تغير نفسها أو يغيرها الأخرون من الخارج
فلكم إناس غيروا من أنفسهم من الخارج وظنوا أنهم قد تغيروا من الداخل وبعد ذلك يكتشفون أنهم كانوا واهمين
وها أنتي تجيبين على نفسك بالمقطع الأخير من تدوينتك
هل هذا وحده يكفى لإستكمال الصورة التى رسمتها لنفسى ؟؟ّ!!
سيدتي الجميلة أتمنى لكي السلامة على بر الرضاء والتوافق النفسي مع ذاتك
تحياتي
حسن ارابيسك
husam
_____
ربما كلام صحيح ححاول ... تحياتى
حسن .....
*********
بالتأكيد الاهم التغير الداخلى بس التغير الخارجى كان مجردوسيلة للهروب من حالة تمرد او عصيان داخلى مش اكتر .. تحياتى
إرسال تعليق