جلست فى غرفتى التى هى ملاذى الوحيد فى وحدتى حينما تنتابنى حالة معينة أصنعها أنا بنفسى ولنفسى حينما أشتاق للجلوس معى لنحكى سوياً ماصنعته الأيام بنا ، ولا انسى ايضاً كتابى الذى أضعه بجانبى لأكمل مابدأت قراءته من حكايات .. حكايات تشبه الآهات التى أسمعها بداخلى - آهات مغلفة بالجراح وعذابات الزمن - وحينما أقرأها ابتسم ابتسامة خفيفة يشوبها بعض من السخرية والتساؤل ، هل فعلاً الأيام هى التى صنعت بنا هذا أم نحن التى فعلناها بانفسنا ، و لكن كل الحكايات التى أقرأها فى كتبى و أسمعها من الآخرين تؤكد أننا مشتركين معاً - نحن والزمن - فى صنع تلك الآهات أو مانسميها الجراح .. وفى وسط كل هذه الإستعدادات رأيت هاتفى يضئ وينطفئ أمامى -إعتدت دائماً أن أجعله صامتاً حتى لا أنفصل عن الحالة التى صنعتها لنفسى رغم انه نادراً مايحدثنى أحد على هاتفى الخلوى ولكنى دائماً أجعله صامتاً - ولم أهتم بالرد لأنه رقم غريب لا أعرفه ، وانا أضع أسماءً وليست أرقام - ولكنه عاد يضئ و ينطفئ من جديد ، ونظرت مرة أخرى ووجدته نفس الرقم وفضولى جعلنى أتجاوب فى هذه المرة .
" ومن أول حرف سمعته عرفت صاحب الرقم - من المميزات اللى عندى انى مابنساش الاصوات ابداً حتى لو سمعتها مرة واحدة ف مابال بقى صوت واحد كان اقرب ليا من حبل الوريد - كما كنت أعتقد – و أفتكرت وقتها آخر مرة أتكلمنا فيها وصل بينا الحديث لدرجة خلتنى اقوله : مش عايزة أسمع صوتك تانى وياريت تمسح رقمى . وفى الحقيقة هو ماصدق كإنه كان غرقان وبيدور على قشاية يتعلق بها وطلبى ده كان هو القشاية ، وأفتكرت برضه أد ايه أنا تعبت بعدها اوى وكنت بتجنن من كتر مابكلم نفسى ، للدرجة دى هنت عليه أد كدة كنت حمل تقيل على قلبه ؟! طيب ليه مابيتكلمش ليه مابيقولش ماحنا مالأول أتفقنا عالصرحة واللى مش هيقدر يكمل يقول للتانى ... كل الخواطر دى مرت فى ثوانى على بالى واستغربت ايه اللى فكره بيا بعد كل الوقت الكتير أوى اللى فات ده واللى كنت عديتهم باليوم والشهر !!!!
وبدأ كلامه بكلمة " وحشتينى "
- انت مين
- ايه مش فاكرانى ولا عاملة نفسك مش فاكرانى
- الصوت مش غريب عليا لكن مش قادرة احدد
- انا محتاج لك اوى وعاوز اشوفك فى نفس مكاننا
" ضحكت اوى من جوايا وقلت .. ياااه بعد كل ده دلوقت بس افتكرنى ومحتاج لى "
خلاص بكرة الساعة خمسة -
- فاكرة الركن اللى دايما كنا بنقعد فيه ؟
- طبعا فاكراه ده احنا قضينا فيه احلى اوقاتنا
- ماتتأخريش انتى واحشانى اوى ومحتاج لك بجد
- مش اكتر منى اوعى انت تتأخر
" وقفلنا وانا حاسة صوته بيرقص مالفرحة "
لكن فى الحقيقة أنا اللى كنت فرحانة اوى من جوايا عشان لازم يحس بكل التعب اللى حسيته زمان واللى كنت فاكرة انى لسة تعبانة به ومش بعرف انام بسببه لكن بعد المكالمة دى نمت كتير جداً وجوايا راحة عمرى ماحسيتها فى حياتى عشان اكتشفت ان الراجل ده فعلاً بقى غريب عنى كإنى ماكنتش سامعاه ولا كنت اعرفه ، كان مجرد واحد حلمت به وصحيت ناسياه .
فى اليوم التانى بعد ميعادنا بساعتين يعنى الساعة سبعة لاقيت برضه تليفونى يضئ وينطفئ .. هو نفس الرقم .. هو نفس الشخص ولاقيتنى بقفل الموبايل وعلى شفايفى ابتسامة عريضة جداً ، ومسكت كتابى لأكمل قراءته وأنا بردد أغنية أم كلثوم "أصون كرامتى من قبل حبى".
هناك تعليقان (٢):
ممممممممممم ..؟
ايوه فضفضي فضفضي
التدوينة كتبتيها على محطة باص ولا ايه واضح انها كتبت لى عجل اللغة فيها لخبطة ومتلخبطة
والمشاعر هنا لأمرأة بتضحك على نفسها وبتكابر وهي بتحب ويمكن كمان بدور على حد تاني تنسى معاه الحب ده.. ودي مشكلة خطيرة
تحياتي
حسن
_____
ازيك ... من ناحية اللغة عارفة عشان انا مش محترفة زيك وكتبت الكلام ده من غير مااراجعه .... هى اه بتحب بس محتاجة من حبيبها اكتر من المتوقع لكن مش بتدور على حد تانى تنسى به حبيبها ولا حاجة عشان هو خلاها تعرف معنى الحب وشايفة فى حبيبها اللى عمرها ماهتشوفه فى حد تانى ... تحياتى يا جميل
إرسال تعليق